-->

شراء الخروف بالاقساط.. وجاهة اجتماعية أم إحياء شعيرة دينية..؟


بدأت ساعة الصفر في العد التنازلي لاستقبال عيد الاضحى المبارك وبتنا نعيش اجواء العيد وذلك من خلال المناظر التي تمر علينا يوميا في استوبات الشوارع حيث الباعة المتجولين يحملون ادوات تجهيز الخروف المعروفة والمتمثلة في الفرار والسكين والساطور والصاج والمنقد او»الكانون» والازدحام الذي تشهده الاسواق هذه الايام استعدادا لاستقبال العيد ويبقى الهم الاكبر هو حروف الضحية ذات نفسه والذي اصبح يؤرق منام الكثير من الناس ويحرق جيوبهم، وقد تتخوف العديد من الاسر مع اقتراب العيد من تصاعد أسعار خراف الأضاحي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي بتنا نعيشها فـي الفترة الاخيرة التي ارتفعت على اثــرهــا أسعار جميع السلع ا لا ستهلا كية وفي مقدمتها الــــلــــحــــوم الــتــي أصبح اخــتــفــائــهــا شــئ طبيعي عـــن مــائــدة الطعام الا مع بداية الشهر
وعلى الرغم مــن كــل هذه الضغو طات المعيشية تبذل عدد من الاسـر جهدها بالغالي والنفيس مـن أجل شــراء الـخـروف الــذي يمثل فرحة بالنسبة لهم وهذا ماقاد البعض الـى شــراء الخروف بالاقساط والذي لم يتقبله البعض في البداية الا ان المؤسسات الحكومية بادرت بهذا الموضوع في بيع الخراف لموظفيها بالاقساط حيث يتم اقتطاع جزء من المرتب ثمنا للخروف ويأخذ على مـدى عـدة شهور.

واصبحت ظاهرة تقسيط الخروف هذه حديث الكثيرين بل ادخلت في جدل كبير وذلك لأن الدين الاسلامي لم يجبر كل فئات المجتمع على ضرورة ذبح خروف الضحية بل لمن استطاع اليه سبيلا، بيد ان تقسيط الـــخـــروف أصبح لديه جانبان الأول هو ادخال البهجة والسرور في منازل الاســر المحتاجة والمتعففة والجانب الآخر اصبحت»بوبار» يتفاخر به الناس فيما بعضهم و»البوبار» الـــــــــذي أقصده ليس فقط لأن الخروف بالتقسيط بل ان البعض حول الشعيرة الاسلامية الى بزخ وتباهي فنجد بعض الناس يذبحون ثلاثة خرفان او اكثر كمظهر اجتماعي يــدل على انهم أسر مقتدرة وتستطيع ان تذبح في كل يوم خروف في الوقت الذي لا يستطيع غيرهم شراء»كيلو لحمة» ونحن كسودانيين لنا عادة جميلة لم نتخلى عنها وهي توزيع جزء من لحم الخروف الى الجيران حتى وان كان لديه خروف وسيضحي به في اليوم الثاني او سيقوم بذبحه في الغداء او العشاء سينال نصيبه من خـروف الجيران ولكن تم تشويه هــذه الــعــادة الجميلة لتصبح جــزءا من»البوبار» خاصة عند النساء.

LihatTutupKomentar