-->

لجان المقاومة.. ايجابيات وسلبيات

لجان المقاومة.. ايجابيات وسلبيات

منى الرشيد نايل

المشهد السياسي الـسـودانـي الآن مـزدحـم ومليء باالمتناقضات والشد والجذب هــنــا وهـــنـــاك، معاناة المواطن من أجل الحصول على لقمة العيش في ازديــاد يومآ بعد يوم، مشاهد الفساد والمحسوبية والواسطة وشجع التجار لا زالـت متمددة في أوســاط عامة الشعب، لا زلنا نعاني من إرهاصات ثلاثين عامآ شكلت مفاهيم ونزعات وسلوكيات جديدة ، إنهيار القيم والمبادئ في ظل الحاجة والتعلل بالوضع الاقتصادي المتردي، وتنازع الضمائر ما بين الحق والباطل.

واحدة من التنظيمات التي أنجبتها ثورة ديسمبر المجيدة وعنوان الترابط والتكاتف بين جموع شباب الـسـودان، وانصهارهم بكافة اعراقهم واديانهم وخلفياتهم الاثنية والثقافية في بوتقة واحـدة هي- لجان المقاومة السودانية - ذلك التنظيم غير الرسمي المكون من مواطنين سودانيين كانوا هم شعلة الثورة ضد النظام البائد في العام 2013 ومن ثم صار لهم دورآ رئيسياآ خلال الثورة وما بعدها كلجان التغيير والخدمات.
.

أصبح دور تلك اللجان الثورية حاليآ مراقبة وتنظيم عمل قطاع الخدمات في كافة مدن واحياء وقرى السودان، وهذا ما شهدناه في الفترة ما بعد تكوين حكومة د.حمدوك الانتقالية حيث صار لممثليها دور واضح ومشاركة سياسية فاعلة خلال كل المؤتمرات والاجتماعات التي تقيمها الحكومة .

الشاهد أنه ورغـم الخدمات الطوعية الجليلة التي تقوم بها اللجان والنشاط المقدر في تنظيم ومراقبة عمل الأفران ومحطات الوقود بل وأخيرا التطوع لتدريس طلاب الشهادة الثانوية بلا مقابل وكلها أنشطة إيجابية تصب في مصلحة البلد ونماءه واعماره ولكن !!

ظهر بين الحين والآخـــر مواقف وأحــــداث تدعو لــلــتــســاؤل ما مشكلتنا؟ وما الذي تغير؟ وهل نـحـن نسير في الاتجاه الصحيح أم ماذا؟ حـكـى لــي بعض المكتوين بنار صفوف البنزين والخبز منذ ساعات الصباح الأولى مشهد أول : أحدهم يطلب أكثر من حصته المقررة للبنزين ويدفع أكثر من المطلوب كرشوة فيقبلها البائع بإشارة موافقة من رجل الخدمات فيما يبدو أنه المقابل الذي سيقتسمانه.

مشهد ثاني : لجان مقاومة منطقة بالخرطوم تسجل أسماء قاطنيها ومنحهم الخبز بأي وقت يحضرون برغم وجود كثيرين ينتظرون دورهم منذ الصباح الباكر . وما خفي أعظم. للأسف هذه نماذج من مواقف حدثت وتحدث كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع .

اذا اعتبرنا تلك سلوكيات فردية تخص أصحابها فلابد من المحاسبة . والمشكلة باعتقادي تتمحور حول بنية تحتية سلوكية هشة يجب إعادة بنائها من جديد وحتى ذلك الحين نحن بحاجة لقوانين ملزمة ورادعة لكل فوضى أو تـمـادي فـي ممارسة السلطة المخولة لأي فرد.

يجب أن يتم البحث والتمحيص لكل من يتقدم لقيادة منظومة ما رسمية كانت أو غير ذلك، ومن جانب آخر على مؤسسات الدولة النظامية أداء مهامها وبصورة مكثفة في هذه المرحلة. اخيرآ مع وافر التقدير للجان التغيير والخدمات وادوارها العظيمة نرجو المتابعة والمراقبة لعملها من قياداتها وعدم إعطاء بعض المحسوبين عليها الفرصة لتشويه اسمها والعودة بنا للوراء لأيام اللجان الشعبية سيئة الذكر التي آذت المواطن ونهبته وتفانت في سرقة حقوقه وتحطيمه.
LihatTutupKomentar