-->

ولاة الامة القومي ... والانحياز لقرار المؤسسة


الامام مالك عبد الغفار
كـــاريـــزمـــا الــقــائــد الحقيقية وقوته والتي تتمتع بها العديد من الـشـخـصـيـات التي تربعت عالم السياسة وولجتها من اوسع ابــوابــهــا تـعـود الى الـتـزامـهـا الحزبي الصارم الذي تواثقت عليه منذ ان وضعت اولى خطواتها في هذا المجال فمن الغباء ان يركل احدهم تاريخه الــنــضــالــي الحافل بالمواقف المشرفة والتي استطاع بها ان يتبوا مكانته الرفيعة التي يراها الجميع الان بمنظار واحد في وقت قد لا يعرف الغالبية عدا عضوية المؤسسة التي ينتمي اليها كيفية الوصول الى هذه النقطة التي هو عليها الان فطريق السياسة مليء بالمطبات المختلفة فإما ان يحتملها الكادر ليصل بقاطرة حزبه الى اخر المحطات واما ان يتخلف بمفرده ليهبط الى قاع المجتمعات والامثلة هنا كثيرة اذا ما رجع كل منا بذاكرته الى الوراء قليلا, فالأهداف السياسية السامية لا يمكن بلوغها الا عبر اجماع المؤسسة الحزبية عليها فأي طريق خلاف ذلك يعد سقوط مريع الى هاوية سحيقة وخسارة لرصيد سياسي من الصعب استعادته مرة اخرى.

دعوة حزب الامة القومي لانسحاب مرشحيه لبعض الولايات المعلن عنهم مؤخرا امر له مبرراته وتقديراته ولعل بعض منها اقر بها وتحفظ عليها (تجمع المهنيين) وذلك من خلال بيانه الخاص به بعد لحظات من اعلان بيان رئيس مجلس الوزراء وقد اعقب الاعـلان احتجاجات في عدد من الولايات باعتبار ان المعايير التي تم من خلالها تعيين هؤلاء الولاء غير منصفة ولم يتم التشاور عليها عبر مكونها السياسي بالولاية ولــذلــك نــجــد ان حزب الامة القومي استبق هذه الاحداث بإعلانه عن مؤتمر صحفي في اليوم التالي لشرح موقفه من هذه التعيينات وارهاصات الوضع السياسي في قراءة حصيفة للواقع السياسي الراهن.

فــــي اعـــتـــقـــادي سينحاز مرشحو ولاة الامة لقرار المؤسسة الــداعــي للانسحاب فهم يعلمون جيدا طبيعة الواقع السياسي ويقدرون حيثيات المرحلة وكيفية تناولها بكل عقلانية حيث لا مجال لمبدأ التعاطف هنا فالمؤسسة الحزبية هي الحصن الذي يستند عليه كل كادر في مسيرته السياسية فتقلبات السياسة لا يحدها زمان او اتجاه ولذلك لابد من مرشحي ولاة الامة الالتزام بقرارات الحزب رغم صعوبة الموقف وهذا لا يقلل من شخصية أحد بل العكس ويجب ان يقدروا موقف الاصوات المتعاطفة التي تدعوا الى خلاف ذلك وهذا من حقها ويجب شرح هذه المبررات والتي ربما تصدق نتائجها مؤخرا لكافة هذه الفئات مع ثباتها على مبداها تجاههم.

قيادة مؤسسة حزب الامة القومي قد ترى ما لا يراه الاخرون فهي الاقرب من مركز الحكم الذي تتحكم فيه بعض الشلليات التي لا تريد لحزب القومي خيرا وتعمل كل ما بوسعها لإسقاطه في مستنقع الخلاف وهذا ما سعى اليه امثالهم من النظام البائد والذين يعملون بسياساته الان وسوف لن تفلح ابدا لحكمة وحنكة كوادره وصبر قواعده.
LihatTutupKomentar