بشير اربجي : ﺧﻠﻊ اﻟﻈﻔﺮ

ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻟﺤﺎﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉﺣﻜﻤﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻋﻀﻮﺿﺎﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺃﻋﻀﺎءﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﻴﻦﻗﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﺬﻭﺑﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻻ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎﺑﻌﺴﻒ ﻭﺳﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﻢ ، ﺍﻟﻨﺎﻅﺮ ﻟﺤﺎﻝ ﺗﺒﺎﻛﻴﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻌﺠﺐﺍﻟﻌﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ، ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻭﺳﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﻑ ﻟﻬﻢ ﺟﻔﻦ ، ﻟﻜﻨﻚ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﺷﺤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲﻳﺘﻠﻮﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﻉ ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻱ ﺷﺨﺺﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺑﺪﺍء ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺼﻪ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎً ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻁﺎﺭﺩﻭﺍﺍﻷﺣــﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻓﻘﺮﻭﺍ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﺎﺭﺑﻮﻫﻢ ﻓﻲﺍﺭﺯﺍﻗﻬﻢ ﻭﻭﻅﺎﺋﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺟﺮﺍﻣﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺎﻣﻮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻘﺎﺽﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢﻭﻫﻢ ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺣﺰﺑﻬﻢ ﻭﻳﺼﻔﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﻗﺼﺎء ﻭﻳﺰﻛﺮﻭﻥ ﻗﻮﻱﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ، ﻻ ﺗﺠﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦﺍﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﻛﻔﺎ ﺑﻜﻒ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ )ﺍﻟﺒﺠﺎﺣﺔ( ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﻭﺗﺴﻠﻄﻬﻢ ﻭﻟﻢﻳﻌﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻁﺒﻊ ﻭﻟﺆﻡ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻬﻢ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻﻗﺘﻼﻋﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﻢ ﺍﻟﻮﻅﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻗﺎﺕ ﻛﺎﻧﻤﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻗﺪ ﺛﺎﺭﻋﻠﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺇﺟﺮﺍﻣﻲ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ .

ﺇﻧﻲ ﻻﻋﺠﺐ ﻭﻳﻌﺠﺐ ﻏﻴﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ)ﺑﻨﻲ ﻛﻮﺯ( ﻭﻫﻢﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻻءﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺇﺯﺍﺣﺔ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺗﻲﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﻗﻮﻱ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺗﻌﻤﻞﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻅﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻧﻤﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻅﺎﺋﻒﻟﻴﺮﺗﺎﺩﻫﺎ ﺃﻋﻀﺎء ﺣﺰﺑﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻫﻠﻴﻦ ﺳﻮﻱ ﺑﻤﺆﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻌﺠﺐ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺘﻬﻢ ﺿﺪ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﺳﻤﺎءﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎءﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﻣﻮﺯﺍ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱﺳﺎﻣﻮﻩ ﺳﻮء ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻁﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻀﻮﺽ ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺃﻧﺼﺎﺭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺿﺪ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﻭﻋﻠﻲ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻫﺎﺩﺭﺓﻗﺎﻣﺖ ﺿﺪﻫﻢ ﻭﺍﻟﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﻓﺎﺳﺪ ﻭﻗﺎﺗﻞﺳﺤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻫﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺘﺸﻒﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻱ ﻟﺺ ﻭﻣﺘﺴﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻧﻌﻠﻢﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺆﻟﻢ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻲ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻪﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲﻗﺪ ﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺛﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﺮﻗﻮﻩ ﺳﻮﺍءﻛﺎﻥ ﻣﺎﻝ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺣﺘﻲ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺷﻌﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺳﺮﻗﺘﻪﻭﺍﺑﺪﺍﻟﻪ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ.